مقالات

التعليم العالي وبس

 

اذا كان هناك تعليم عالي فما هو النوع الثاني من التعليم. لقد سعدت جداً في يوم من الأيام عندما قرأت عن فصل وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي الى وزارتين احداها للبحث العلمي وأخرى للتعليم العالي مع التفكير بدمج وزارتى التعليم والتعليم العالي وكان هذا ابان تشكيل حكومة الدكتور/ عصام شرف عقب ثورة يناير مباشرة. فالتعليم خدمة تخضع لسياسات بغرض وجود منتج جيد يستطيع اقتحام سوق العمل ومتطلباته بل وتطويره. أى ان نخضع الطالب الى عملية تشكيل من البداية وحتى حصوله على مؤهل. لذا فتغيير خط سير العملية التعليمية في أى من مراحلها نظراً لاختلاف سياسات الوزارات والوزراء من شأنه صنع عقلية أقرب للمسخ مشتته لا تعرف اين هى والى اين يفترض بها أن تتجه. ناهيكم عن أن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة مطالبون بالتوجه للبحث العلمي بجانب عملية التدريس. أى ان عضو هيئة التدريس يعمل بوظيفتي التدريس والبحث ويكون نتيجة ذلك ان الأستاذ الجامعي اذا اراد بحثاُ سيكون ذلك على حساب التدريس واذا أراد تدريساً فيكون على حساب تقدمه في البحث أو جودته وان استطاع ان يكون من الفئة القليلة التي تجمع بين الجودة في الطرفين سيكون ذلك على حساب عمره الافتراضي والأعمار بيد الله. ان 18% فقط من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الأمريكية يعملون بالبحث وذلك لأن أمريكا حتى تكون أمريكا لا بد لها من الاهتمام  بتدريس جيد وبحث جيد. أما الاصرار على أن يقوم شخص ما بعملين ومطالب بمخرجات  بنفس الكفاءة فهذا اعتقد انه صعب بل وضد الطبيعة البشرية وحتى الأمثال الشعبية تعلمنا منها " ان صاحب بالين كداب". بل الأدهى أن ترقية عضو هيئة التدريس ( خلي بالك من التدريس اللي في الآخر دي)  تكون على جودة ما يقوم به من بحث فلماذا لا نترك التعليم لأهله والبحث لأهله خاصة اننا نملك في مصر مراكز بحثية على أعلى مستوى. فلنترك الباحث للبحث والأستاذ للجامعة ويكون الترقي بقياس ما ينتجه من مواد تعليمية مثل الكتب والمراجع والمقررات الالكترونية ...الخ. ان التعليم والبحث هما مفتاح تطور اى أمه تريد التطور. فتجربتى كوريا الجنوبيه وماليزيا تتعلق أساسأ بجودة التعليم والبحث. والحديث في التجارب وأهمية التعليم قد لا ينتهي خاصة وان اردت الحديث عما اذا كان هذا التشويه متعمد أم لا. فلننظر للأمام ونحاول أن نبدأ وفي النهاية فان ما أردت  أن أعبر عن رأيي فيه هو أن التعليم بمجمله لا بد أن يكون تعليم عالي بل وعالي جداً.

 

وتبقى ملاحظة:

لن تستطيع أن تقنع انساناً بما لا يريد الاقتناع به، فيا ريت متتعبش نفسك.



جميع الحقوق محفوطة ©للوحدة المركزية للبوابة الالكترونية جامعة كفرالشيخ